سرت أنباء النصر المبين إلى جميع أنحاء الأندلس والمغرب، وسرى البشر بين الناس، وأصبح هذا اليوم مشهودا من أيام الإسلام، لا على أرض شبه الجزيرة فحسب، وإنما عل امتداد الأرض الإسلامية كلها، ونجح ذلك اليوم في أن يمد في عمر الإسلام والمسلمين عل الأرض الإسبانية ما يقرب من أربعة قرون من الزمان | فتحمست كندة، وخرج له أهل النجدة، وتحولت قبيلة كندة من الدفاع إلى الهجوم ضد القوات الفارسية لِتَذُبَّ عن قبيلة بجيلة وقبيلة أسد، والتفت القبائل الثلاثة حول الفرقتين الفرسيتين بقيادة الهرمزان والجالينوس، ولضيق المكان لم يتمكن الجيش الفارسي من الالتفاف حول الجيش الإسلامي، وكانت مشكلة الجيش الفارسي أن صفوفه كانت متكدسة في الطول، وعرضهم كان موازيًا لعرض المسلمين، ودارت رَحَى المعركة على قبيلة بجيلة وأسد، التي كانت تحاول مساعدة المسلمين |
---|---|
أمر رستم الجناح الأيمن وميمنة القلب للتقدم | قام الأندلسيين بمعاودة ما كانوا يفعلوه قبل المعركة فاقتتلوا فيما بينهم وتنازعوا على السلطة واستعانوا بالملوك المسيحيين في حروبهم ضد بعضهم |
وتذكروا المطر الذي نزل فثبَّت الأقدام، وزلزل الأرض من تحت أقدام المشركين، تذكروا الانتصار الذي امْتنَّ الله به على المسلمين في موقعة بدر على أهل الكفر رغم أن كل التوقعات كانت تؤيد انتصار الكفر، وفي القادسية يتكرر الموقف نفسه فيتذكر المسلمون هذه المعركة، ويتذكرون النبي فتنهمر الدموعُ من أعينهم، ويُخَضِّب الدمعُ لحاهم فيتأثر كل من في أرض القادسية بهذا الموقف، ويتشوقوا إلى لقاء الفُرس؛ ليتحقق لهم ما تمنَّوْه، وما وُعِدُوا به من إحدى الحسنيين: النصر أو الشهادة | ظلَّ خالد بن الوليد في العراق حتى ربيع سنة ، حيث صدرتْ إليه التعليمات من أبي بكر بالتوجُّه بنِصْف الجيش الإسلامي في العِراق إلى الشام لمساعدة المسلمين هناك |
---|---|
وتحدثنا فيه عن الإيمان بالله، وكيف كان متعمقًا في داخل كل جندي في الجيش من أصغر جندي حتى قائد الجيوش سيدنا ، وحتى قائد الأمة الإسلامية في ذلك الوقت سيدنا t، فكل وصية من وصاياه كانت تحمل معنى كبيرًا من الإيمان، وكل رسول إلى يزدجرد أو غيره من قواد الفرس كان ينقل لهم تلك المعاني، وكل جندي بسيط من جنود المسلمين كان يحمل الإيمان بين جنبيه ويُفهَم ذلك من كلامه، وكل شيء أمامه واضح فهو في المعركة يبتغي إحدى الحسنيين: النصر أو الشهادة؛ وبذلك حقق المسلمون الجانب الأول، والعامل المهم للانتصار في المعركة | وهذه بعض الأسباب التي اسخلصناها من الموقعة، ومن يُعمِل فكره في كل موقف من مواقف المعركة سيخرج بفوائد ودروس وعبر |
كما أن من المهارات القتالية التي سجلت في موقعة القادسية دقة الرمي التي أطاحت بالفيل الأبيض وأصابت الفيل الأجرب، فهذه العمليات توضح كفاءة ومهارة المسلمين في القتال.
3