وهو سؤال كبير عريض جاء بهدف استفزاز تلك المكوِّنات الثقافية، وما تشكِّله من عنصرية، آن لها أن تندثر | يا أمة ضحكت من جهلها الأمم |
---|---|
فأحس بأن الأمل الذي كان يراوده بالوصول لمطلبه وغايته عند الأمير سيف الدولة قد ذهب تحقيقه أدراج الرياح | عاش أفضل ايام حياته واكثرها عطاء في بلاط سيف الدولة الحمداني في وكان أحد أعظم ، وأكثرهم تمكناً باللغة وأعلمهم بقواعدها ومفرداتها، وله مكانة سامية لم تتح مثلها لغيره من شعراء العربية |
يعتبر المتنبي من أشعر العرب وله ديوان شعر غير مسبوق فيه أشعار فائقة رائقة وهو في المحدثين كامرئ القيس في المتقدمين، ولكنه أهلك نفسه بتعاظمه وتكبره وقضاء حياته كلها في المدح والاستعداء عند أبواب الملوك ببيع شعره لمن يدفع أكثر، واستغل مهارته وموهبته أسوأ استغلال فكانت سببًا لحتفه ومات قتيل شعره.
أيَدْري الرَّبْعُ أيَّ دَمٍ أراقَا وَأيَّ قُلُوبِ هذا الرّكْبِ شَاقَا لَنَا ولأهْلِهِ أبَدًا قُلُوبٌ تَلاقَى في جُسُومٍ ما تَلاقَى ومَا عَفَتِ لَهُ مَحَلًّا عَفَاهُ مَنْ حَدَا بِهِمِ وَسَاقَا فَلَيْتَ هوَى الأحبّةِ كانَ عَدلاً فَحَمّلَ كُلّ قَلبٍ ما أطَاقَا نَظَرْتُ إلَيْهِمِ والعَينُ شَكْرَى فَصارَتْ كُلّهَا للدّمعِ مَاقَا وَقَدْ أخَذَ التّمامَ البَدْرُ فيهِمْ وَأعْطاني مِنَ السّقَمِ المُحاقَا و بَينَ الفَرْعِ والقَدَمَينِ نُورٌ يَقُودُ بِلا أزِمّتِهَا النّياقَا وَطَرْفٌ إنْ سَقَى العُشّاقَ كأسًا بهَا نَقْصٌ سَقانِيهَا دِهَاقَا وَخَصْرٌ تَثْبُتُ الأبْصارُ فِيهِ كأنّ عَلَيْهِ مِن حَدَقٍ نِطاقَا سَلي عَنْ سِيرَتي فَرَسي ورُمحي وَسَيْفي والهَمَلَّعَةَ الدِّفَاقَا | وتلك قضية تجعل تقييم الأعمال الشعرية كامنًا في قيمتها الأخلاقية؛ لا الجمالية، وهي قضية لم يعد المكان كافيًا لتناولها |
---|---|
وكان يبحث عن شيء يلح عليه ويدور في ذهنه، أعلنه من خلال شعره أحيانًا بشكل صريح وأحيانًا أخرى بشكل غير مباشر، حيث أشفق عليه بعضًا من أصدقائه من مغبة ما يفكر فيه ويطلبه حيث كان يطلب السلطة ، فقد نصحه صديقه أبو عبد الله معاذ بن اسماعيل وحذره من مغبة ما يريد | أنا الغريق فما خوفي من البلل |
وكان والده فقيرا يعمل سقا يبيع الماء، وعندما ظهرت موهبته في الصغر وصار يحفظ كل ما يسمع من شعر رحل به والده إلى ، وهناك تلقى العلم والأدب عن علمائها ثم دخل البادية وأخذ لغة العرب عن فصحائها فأصبح من أعظم شعراء عصره.
فمن ذلك قوله إلى غير ذلك من الهذيان والخذلان من سنة مسيلمة الكذاب، ولو لزم المتنبي باب الشعر ولم يتعداه إلى هذا الكفر والإلحاد لكان أشعر الشعراء وأفصح الفصحاء، ولكن أراد بجهله أن يقول ما يشبه كلام رب العالمين كأنه من قرأ قوله عز وجل ولما ذاع خبره بأرض السماوة، وأنه قد تبعه جماعة من أهل الغبارة خرج إليه نائب حمص الأمير لؤلؤ فقاتله وشرد من خلفه وأسره مذمومًا مدحورًا وسجنه فترة طويلة فمرض في السجن حتى كاد أن يهلك فاستحضره واستتابه فتاب مما كان عليه ورجع لدين الإسلام فأطلق لؤلؤ سراحه، وحاول المتنبي بعدها أن يمحو تلك الفترة من حياته وكان إذا ذكر له ذلك جحده وأنكره ولربما استحيا واعتذر منه، ولكن الله أبى أن يجعل له علمًا على كذب وإفكه فغلب عليه لقب المتنبي ومعناه في اللغة الكذاب المدعي | في هذا المقال قمنا بالإجابة على سؤال من الشاعر الذي قتله شعره وسردنا تاريخ حياته بالكامل، حيث مررنا على نشأته وشبابه وتحدثنا عن أعماله وما يميز كتاباته، كما أوضحنا المراحل التي مرّ بها في حياته وأثرت بشكلٍ كبيرٍ في تكون شخصيته |
---|---|
الخاتمة نعم نكون الآن قد انتهينا من مقال عن الشاعر أبو الطيب المتنبي الذي كان مفخرة عصره ومفخرة الأدب العربي على مر العصور، شاعر مفوّه قوي الشكيمة معتد بنفسه يراها مساوية لممدوحيه الأمراء إن لم يكن يراها أعلى شأنًا منهم، أرجو من الله تعالى أن أكون قد وفقت بتقديم مقالة مفيدة لمن يحب القراءة وألقيت ضوءًا ولو بسيطًا على شاعر فذّ قل نظراؤه وقل الإهتمام بالشعر في عصرنا عصر السوشال ميديا | فهنا قال له المتنبي، قتلتني قتلك الله، ثم عاد مرة أخرى الى القتال حتى تم قتله، حتى انه قتل معه وقتها ابنه وغلامه، وهنا كان مقتل المتنبي بسبب شعره، حتى انه قد تم قتله في النعمانية التي تقع على مقربة من دير العاقول من الجهة الغربية من سواد بغداد، كما ان حادثة القتل نفسها فقد حدثت في حياة ، كما يقال أيضا بان عضد الدولة البويهي له يد في مقتل المتنبي |
وهي رؤية ممتدة في الثقافة العربية، تؤطِّر ذلك الشاعر وأمثاله، وتجعله بالضرورة، وبحكم التكوين العرقي، ناكثًا العهد، ناكرًا الجميل، وتُسحب تلك السمات السلبية على العرق كاملًا، وتُدْخِل عبدَ بني الحسحاس في تلك الدائرة المحظورة، التي رسمها المتنبي -تاليًا- بقوله: وَأظلَمُ أهلِ الظّلمِ مَن باتَ حاسِدًا لمَنْ بَاتَ في نَعْمائِهِ يَتَقَلّبُ وإن كان عبد بني الحسحاس إلى دائرة العبث والمجون أقرب، كما يظهر في مثل قوله: كأن الصبيريات يوم لـقـينـنـا ظباء حنت أعناقها في المكانسِ فكم قد شققنا مـن رداء مـنـيَّرٍ ومن برقع عن طفلة غير عانسِ إذا شُقَّ بردٌ شُقَّ بالبرد بـُرقـعٌ على ذاك حتى كلنا غير لابـسِ ومهما يكن تصنيف الشاعر، وموقعه؛ فإننا نتساءل: كيف يستطيع مَن صُنِّف في تلك الدائرة أن ينعتق منها؟! © QallwDall قدمت بواسطة يُعتبر من أعظم الشعراء العرب المؤثرين، حيث ترجمت أعماله إلى أكثر من 20 لغة في جميع أنحاء العالم.
8