من كتاب للسويدي Nyström أبو طاهر الجنابي ت | ولما أرادوا تسليمه، أشهدوا عليهم ألا تسلّموا الحجر الأسود، وقاله لهم بعد الشهادة: يا من لا عقل لهم، من علم منكم أن هذا هو الحجر الأسود ولعلنا أحضرنا حجرا أسودا من هذه البرية عوضة، فسكت الناس، وكان فيهم عبد الله بن عكيم المحدث، فقال لنا في الحجر الأسود علامة، فإن كانت موجودة : فهو هو، وإن كانت معدومة، فليس هو، ثم رفع حديثا غريبا أن الحجر الأسود يطفو على وجه الماء ولا يسخن بالنار إذا أوقدت عليه، فأحضر القرمطي طستا فيه ماء ووضع الحجر فيه فطفى على الماء، ثم أوقدت عليه النار فلم يحس بها فمد عبد الله المحدث يده وأخذ الحجر وقبله وقال: أشهد أنه الحجر الأسود، فتعجب القرمطي من ذلك، وقال: هذا دين مضبوط بالنقل |
---|---|
فلما كان يوم الأحد السادس عشر من المحرم جلس القاهر بالله في منصب الخلافة، وجلس بين يديه الوزير أبو علي بن مقلة، وكتب إلى العمال بالآفاق يخبرهم بولاية القاهر بالخلافة عوضا عن المقتدر، وأطلق علي بن عيسى من السجن، وزاد في أقطاع جماعة من الأمراء الذين قاموا بنصره، منهم أبو الهيجاء بن حمدان | فأنفق أبو طاهر الذهب حتى سكنوا |
فعندما وجهه الخليفة اليه السؤال التالي: هل تزعمون انتم القرامطة ان روح الله والانبياء قد حلت في اجسادكم وانها ستعصمكم من الزلل ؟ ، اجاب القائد العسكري الاسير قائلا : يا هذا ان حلت روح الله فينا فما يضرك وان حلت روح ابليس فما ينفعك فلا تسال عما لا يعنيك.
18فكتب إليه بالسمع والطاعة، وأنه قد قبل ما أشار إليه من ذلك | أما ثورة الزنج فلم تعط حقها كثورة تدعو إلى تحرير العبيد من المظالم والعيش الأسود الذي كانوا يعيشونه وكانوا يعاملون كالكلاب |
---|---|
قال : والله ما تنبسط يدي لذلك ، فافتض أبو الفضل أختا لأبي طاهر الجنابي ، وذبح ولدها في حجرها ، ثم قتل زوجها ، وهم بقتل أبي طاهر ، فاتفق أبو طاهر مع كاتبه ابن سنبر ، وآخر عليه فقالا : يا إلهنا ، إن والدة أبي طاهر قد ماتت ، فاحضر لتحشو جوفها نارا ، قال : وكان سنه له ، فأتى ، فقال : ألا تجيبها ؟ قال : لا ; فإنها ماتت كافرة | توفي ببغداد ودفن بمقبرة باب التبن، رحمه الله وأكرم مثواه |
وإنما حمل هؤلاء على هذا الصنيع أنهم كفار زنادقة، وقد كانوا ممالئين للفاطميين الذين نبغوا في هذه السنة ببلاد إفريقية من أرض المغرب، ويلقب أميرهم بالمهدي، وهو أبو محمد عبيد الله بن ميمون القداح، وقد كان صباغا بسلمية، وكان يهوديا فادعى أنه أسلم ثم سافر من سلمية فدخل بلاد إفريقية، فادّعى أنه شريف فاطمي، فصدقه على ذلك طائفة كثيرة من البربر وغيرهم من الجهلة، وصارت له دولة، فملك مدنية سجلماسة، ثم ابتنى مدينة وسماها المهدية، وكان قرار ملكه بها، وكان هؤلاء القرامطة يراسلونه ويدعون إليه، ويترامون عليه | بعد ذلك قام يفة العباسي المطيع لله، بعمل طوقين من الفضة، طوق بهما الحجر الأسود وأحكم البناء حوله، لمنع تضرره مجددا |
---|---|
وَقَامَ بَعْدَهُ أَبُو الْقَاسِمِ سَعِيدٌ | فسكت عنها، فلما وضعت جاءني أهل المحلة وإمام مسجدهم يهنئونني بالولد، فأظهرت البشر وبعثت فاشتريت بدينارين شيئا حلوا وأطعمتهم، وكنت أوجه إليها مع إمام المسجد في كل شهر دينارين صفة نفقة للمولود، وأقول: أقرئها مني السلام، فإنه قد سبق مني ما فرق بيني وبينها |
لكن بقى الامن مفقودا والاوضاع مضطربة لاتستقر ولا تهدا الا في عام 905 م، حيث مات هذا السفاح مسموما على يد احد الأشراف الذي دعاه الى داره لعمل حجامة له، فوضع له السم في المبضع، هذا ما يقوله المؤرخ البريطاني نتنج.
11