والسنة أجمع بياناً وتفسيراً للقرآن، ولا يسع أي مسلم فرداً كان أو جماعة، شعباً كان أو حكومة، إلا أن يلتزم بالقرآن دستوراً، وبالسنة قانوناً وشريعة وبياناً، ومن لم يفعل ذلك لا يكون مسلماً ألبتة | ونحن نوافقهم على ذلك ولكننا نخالفهم في قولهم بأن الإرادة تكوينية |
---|---|
كيف يتسنى لها الوقت للقيام بعبادة الله تعالى حق عبادته ؟ وكيف لها أن تتعلم ما ينفعها في دينها ؟ وكم سيكون نصيب القرآن منها قراءة وحفظا ؟ ودراسة وفهما ؟! مع حفظها لعقلها وعدم سعيها إلى زيادة نقصانه، وحفظها كذلك لدينها لتأتي ثقيلة الميزان يوم القيامة، وسدها لباب الفتن الذي كان يتعوذ منها النبي -صلى الله عليه وسلم-، فلا تكن هي التي فتحت باب الفتن الذي تُعوذ منها |
فهمت كيف يجب أن يُحاط رأسي ووجهي بالخمار، كما مثله الله لي، وأن يدعو فمي ولساني بالشكر خوفاً وطمعاً، فكنت بعد مرضي غير ما كنت قبله، وكانت أعظم نعمةٍ علي أن جعلتني أقهر هوى نفسي وصبرت يومي، وأصبحت أغنى وأقنى من أمسي.
إذاً: الرجس كل سوء من النواهي، وكل شر من الأعمال، وكل أعمال الشيطان | الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد: فقوله -تبارك وتعالى: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ، هذه قراءة نافع وعاصم، قَرن: من القرار وهو البقاء والمكث في بيتها، وقراءة الجمهور بالكسر، {وقِرن في بيوتكن}، وبعضهم يقول: إن القراءتين بمعنى واحد، وبعضهم فرق بينهما فقال: إن الأولى: وَقَرْنَ من القرار، تقول: قر الماء في الحوض إذا استقر وسكن، بمعنى أنها لا تخرج إلا إلى حاجة معتبرة، والثاني على القراءة الثانية {قِرن} يكون من الوقار، والوقار معروف |
---|---|
مرَّةً ثانية: المعوَّل عليه ليس أن تقرأ كتاباً عن المرأة للعالم الفلاني، والفيلسوف الفلاني، والمفكَّر الفلاني، وليس أن تقرأ مبادئ وضعها بنو البشر تدغدغ بها عواطف بعض البشر، لا، لكن العبرة أن تعرف موقف الإسلام، وهو دين الله عزَّ وجل، المستقى من كتاب الله من المرأة، هذه مقدِّمة | وأما نقص دينها؛ فلأنها إذا حاضت لا تصلي ولا تؤمر بالقضاء، وأما نقص عقلها فإن شهادة المرأتين بشهادة رجل واحد |
واعلموا أن أوامر الله التي أمر بها في كتابه، وأمر بها رسوله -صلى الله عليه وسلم- في سُنته أوامر لا بد منها أدائها، ولا بد من امتثالها، فليس لنا خيار في ذلك، بل يجب أن نقول سمعنا وأطعنا | وهكذا المؤمنة قبل أن تذهب للطاعة من صلاة وحج وصيام فلتتطهر من الأرجاس والأدناس والعري والتبرج، وما لا يليق بالمسلمات |
---|---|
وكان الله بكل شيء من أعمالكم عليما, لا يخفى عليه شيء | اختلف القراء في قراءة هذه الكلمة وقرن ، فقرأ المدنيان ، وعاصم بفتح القاف ، وقرأ الباقون بكسرها |
فقوله عليه الصلاة والسلام: صنفان من الناس أي: نوعان من الخلق أو فئتان: فئة من النساء لم يرهن بعد، وفئة من الرجال لم يرهم بعد، أي: لم يكونوا في عصره ولا زمانه، بل لم يكونوا بعد عصره بأكثر من ألف عام، إلى أن كانوا في عصرنا هذا، العصر اليهودي الفاسد الفاجر.