لا ينبغي خاصة نحن المسلمين أن نمتنع عن إجراءات التباعد من صلة الأرحام في أيام العيد، فهي المناسبةالسنوية التي يجبر الناس فيها خلل علاقتهم الأسرية، ويصلون ما انقطع من حبال المودة، ويرقعون ما انشق من ثوب المحبة، حيث وفرت التكنولوجيا القرن الواحد والعشرين وسائل التواصل الاجتماعية الحديثة، وغرف المحادثات المرئية والاتصالات، ما نستطيع أن نؤدي به الغرض، من باب أن المُتيسِر لا يسقط بالمتعسر، وما لا يُدرك كله، لا يُترك جُله | محمَّد بن إبراهيم الموسَى 1433 هـ - 2012 م ، الطبعة الثانية ، الرياض: مدار الوطن، صفحة 441، جزء 1 |
---|---|
حكم صلاة العيد ورد في الكتب الفقهية الدينية بأنّ صلاة العيد سنّة مؤكّدة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلّم، فاعلها يُؤجر، وتاركها لا يُؤثم، ولكن في حال لم يُؤدّيها أي من المسلمين يُؤثم الجميع، وفي حال أدّاها جماعة منهم فقط، فإنّها تسقط عن الجميع | سنن صلاة العيد أن تُصلى صلاة العيد جماعة، وهي الصفة التي نَقَلها الخَلَفُ عن السلف، فإن حضر وقد سبقه الإمام بالتكبيرات أو ببعضها لم يقض هذه التكبيرات مرة أخرى؛ لأن التكبيرات سنة مثل دعاء الاستفتاح، والسُّنَّةُ أن يرفع يديه مع كل تكبيرة؛ لما روي «أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ-رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- كَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ مَعَ كُلِّ تَكْبِيرَةٍ فِي الْعِيدَيْنِ» |
العيد بفرحته هلّ واستبشر ؛ وبمناسبة طلته اهديك بوسه وتهاني ؛ وقبل الكل اقول لك كل عام اونت بخير ؛ فدوه اروح لعيونك عساني.
17ورد في الكتب الفقهية والشرعية انّ حكم صلاة العيد سنّة مؤكّدة، أي في حال ادّاها جماعة من المسلمين تسقط عن الباقي، وفي حال لم يُؤدّيها أحد يُؤثم الجميع | هل فرض ام سنة ؟ لعله من الأسئلة التي تثير القلق خاصة بالنسبة لأولئك الذين لا يؤدون صلاة العيد ، وقد ورد في هذه المسألة أنه اختلف العلماء في مضمار قريب من ذلك، وفيما إذا كانت صلاة العيد سُنة أم واجبة ، خاصة وأن النبي -صلى الله عليه وسلم- واظب عليها ، وأمر الرجال والنساء بأدائها، —حتى المرأة الحائض تستمع إلى خطبة العيد ولا تؤدي وتكون بعيدة عن المصلى، ويستحب لمن يؤدي صلاة العيد الحرص على الاغتسال وارتداء أفضل الثياب، مع التزام النساء بمظاهر الحشمة وعدم كشف العورات، كما يستحب التبكير إلى مصلى العيد بسكينة ووقار |
---|---|
ويُسْتَحَبُّ أن يقف بين كل تكبيرتين بقدر آية يذكر الله تعالى؛ لما رُوِيَ أن ابْنَ مَسْعُودٍ وَأَبَا مُوسَى وَحُذَيْفَةَ خَرَجَ إِلَيْهِمُ الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ قَبْلَ الْعِيدِ فَقَالَ لَهُمْ: إِنَّ هَذَا الْعِيدَ قَدْ دَنَا فَكَيْفَ التَّكْبِيرُ فِيهِ؟ فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: تَبْدَأُ فَتُكَبِّرُ تَكْبِيرَةً تَفْتَتِحُ بِهَا الصَّلاةَ وَتَحْمَدُ رَبَّكَ وَتُصَلِّي عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ تَدْعُو وَتُكَبِّرُ وَتَفْعَلُ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ تُكَبِّرُ وَتَفْعَلُ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ تُكَبِّرُ وَتَفْعَلُ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ تُكَبِّرُ وَتَفْعَلُ مِثْلَ ذَلِكَ | يبدأ الفطر من وقت ارتفاع الشمس، أي: بعد شروقها بحوالي ثلث الساعة، ويمتد إلى زوال الشمس، أي: قبيل وقت الظهر ، و على المسلم ألا يحزن ويخاف من ضياع الأجر فيما اعتاد فعله من العبادات لكن منعه العذر؛ وذلك لأنَّ الأجر والثواب حاصل وثابت حال العُذر، بل إنَّ التعبُّد في البيت في هذا الوقت الذي نعاني فيه من تفشي الوباء يوازي في الأجر التعبُّد في المسجد |
صحيح أن رمضان لهذا العام ليس كما ألفناه فقد غيرت النازلة من عيشنا ومن عاداتنا وتقاليدنا وطقوسنا في ما يخص هذا الشهر المبارك، فانتقلت صلاة التراويح من المسجد إلى البيوت، وعمرة رمضان لم يتمكن المسلمون منها، وحتى زيارة الأرحام ولمة الأقارب امتنعنا عنها، لكن لكل فعل ثوابه متى ما صلحت النية، ما نذكر به أنفسنا أن ليالي رمضان معدودات، والعاقل من أحسن لنفسه فيها فالأعمال بخواتيمها.
6